صعوبات التعلّم في القراءة (عسر القراءة)






1 ـ ماهو عسر القراءة ؟

يمكن تعريف العسر القرائي على أنّه صعوبة في القراءة الجهريّة و الصّامتة من خلال العجز

 على فكّ الرّموز و الرّبط في ما بينها وصولا إلى عدم القدرة على فهم المقروء و تحليله و يكون
 ذلك عند الأشخاص الطّبيعيين ذوي الدّكاء المتوسّط الّذين لا يعانون من مشاكل حسيّة أو انفعاليّة أو اجتماعيّة مع توفّر مستوى تعليمي ملائم. و هذا المفهوم لا يشمل الأشخاص الّذين يعانون من مشاكل صحيّة كنقص في النّظر أو قصور في السّمع أو الإعاقات الذهنيّة و العضويّة و إنّما يشمل من لديهم خلل عصبي وظيفي. 

2 ـ أسباب عسر القراءة :

ـ  أسباب وراثيّة :

من خلال دراسة بودراي بادريغ ميليكين ,وهي عبارة على إجراء مقارنة بين مجموعة من الأطفال المعسرين قرائيّا و مجموعة أخرى لأطفال غير معسّرين, توصّل الباحثان أنّ 40 بالمائة من الأطفال المعسّرين لهم سوابق عائليّة و 6 بالمائة من غير المعسّرين لهم سوابق و توصّلا أيضا أنّ طفلين من أصل 5 ينحدرون منعائلات تعاني من العسر القرائي مقابل 6 مرات أقلّ من المجموعة الضّابطة.

ـ أسباب عصبيّة :

بيّنت نظريّة أورتون, التي عرضت سيطرة جانب من المخّ على الجانب الآخر و علاقتها بالعسر القرائي, أنّ صور المرئيات أو الحروف أو الكلمات يتمّ حفظها في الذّاكرة في كلا نصفي المخّ الأيمن و الأيسر على شكل صورتين لشكل واحد, كما يحدث تماما في المرآة العاكسة, و يرى أنّ عمليّة تعلّم القراءة تتمّ بانتقاء صورة من ذاكرة النصف المسيطر في حالة سيطرة أحد نصفي المخّ على الآخر وهو ما يحصل مبكّرا لدى الطّفل و هنا لا يواجه الطّفل أيّ صعوبة في تعلّم القراءة.
أمّا إذا لم يتمكّن الطّفل في بداية تعلّمه للقراءة من تنمية و تغلّب إحدى الجهتين على الأخرى فإنّه يواجه عدّة مشكلات ناشئة عن صراع بين نصفي المخّ و ينتج هذا الصراع عن عدم وجود نظام واحد لتتابع الحروف فهي أحيانا في إتّجاه اليمين و أحيانا في اتّجاه اليسار وفق تغليب نصف على الآخر وهو ما يؤدّي إلى عكس التّتابع الطّبيعي لحروف الكلمة.
وهذا الاخفاق في سيطرة نصف المخّ على الآخر يؤدّي إلى خلل وظيفي يظهر في الإدراك البصري و الذّاكرة البصريّة, أو في حركة العينين الّذي يسيئ إلى التّنسيق بين العينين و توجيه النّظر لذلك نلاحظ أنّ العديد من المعسرين قرائيّا يخلطون بين الحروف المتشابهة.

ـ  أسباب نفسيّة :

ـ اضطرابات نفسيّة حسيّة عقليّة :  قصور الانتباه و الإضطراب في الادراك السمعي و البصري يساهم في ضعف الذاكرة السمعيّة البصريّة و إحداث خلل على مستوى عمليّة استقبال و فكّ الرّموز ممّا يؤدّي إلى صعوبات في تعلّم القراءة.
ـ إنخفاض مستوى القدرات العقليّة : كانخفاض نسبة الذّكاء باعتبار أنّ القراءة ترتبط بالقدرة على التّجريد و التّصنيف و المقارنة و هي كلّها مرتبطة بتمييز الكلمات و إدراك دلالاتها. كما يعتبر التّفكير اللّغوي أمرا مهمّا لأنّ عدم القدرة على تنظيم الأفكار من خلال قواعد لغويّة تتوافق مع تلك الّتي ينبني عليها المقروء فإن القارئ يجد صعوبة في فك الرّموز و تنظيمها.
ـ فقدان الرّغبة و الدّافعيّة :  ويعود ذلك بالأساس إلى غياب المحفّز, و هذا المحفّز مرتبط بالأطراف المتداخلة في عمليّة القراءة كالقارئ و المقروء و الوضعيّة و المنهج و الوسائل... كما يساهم سوء معاملة الطّفل و الاكثار من تأنيبه في تنفيره و قد يفقده الرّغبة في القراءة و يولد عنده صدمة انفعاليّة قد تجعل منه عائقا أو صعوبة من صعوبات التعلّم. وقد وجد أنّ لهذه الاضطرابات تأثيرا سلبيّا على شخصيّة و وجدان الطّفل و بالتّالي على قدراته اللّغويّة و قد أضهرت دراسة هاريس في مجال التّربية أنّ الاضطرابات العاطفيّة سبب أساسي في تكوين العسر القرائي لدى أكثر من 50 بالمائة من الحالات, وذكر أنّ الكثير من الدّراسات بينت أنّ الكثير من الأطفال الّذين كان لديهم استقرار في النموّ العاطفي و النّفسي لا يعانون من تأخّر في اكتساب آليات القراءة بالمقارنة مع أولئك الّذين ليس لديهم استقرار عاطفي. و قد ذهب لوناي إلى تسمية الإضطراب الوجداني المرتبطة بالعسر القرائي بـ "الدّيسليكيا العاطفيّة".

ـ أسباب تعليميّة :

 ـ المناهج التّعليميّة : بالرّغم من حرص البرامج التّعليميّة على تطبيق مفهوم البيداغوجيا الفارقيّة على تلاميذ المرحلة الإبتدائيّة إلّا أنّه لا يوجد أثر لذلك على مستوى المحتوى المدرّس الّذي لا يراعي الفروق الفرديّة من حيث حجم النّصوص و تركيبة الجمل.

ـ دور المعلّم : يعدّ النقص في التّكوين البيداغوجي فيما يخصّ تدريس مادّة القراءة و عدم مراعاة فروقات المتعلّمين النمائيّة و الأكادميّة أحد الأسباب في ضعف أو غياب الاستراتيجيات العلاجيّة اللازمة لتجاوز صعوبات المعسرين قرائيّا .


إذا كنت تريد الاطلاع على طرق علاجيّة عمليّة لصعوبات التعلّم في القراءة
 أنقر على الرّابط التّالي :




تعليقات