لا بدّ أنّ الكثير من الأمّهات و الآباء يعانون من عناد أطفالهم و هذا الأمر يعتبر مشكلا عويصا خاصّة مع وجود الحرص و الإصرار لدى الوالدين بالإضافة إلى أنّ الشعور بالمسؤولية و السلطويّة يمكن أن يؤثّر على تصرفات الأطفال و ذويهم بشكل سلبي لذلك و جب التّعامل مع هذا الأمر بكثير من الحذر و الصّبر.
أوّلا : ماهو سبب عناد الأطفال ؟
يعتبر العناد ردّة فعل عنيفة يستعملها الأطفال الّذين يشعرون بأنّ الأوامر أو الطلبات الموجّهة إليهم هي عبارة عن وسيلة ضغط تقيّد شعورهم و حركاتهم خاصّة تلك الّتي لا تلبي رغباتهم و شهواتهم لذلك فإنّ الاكثار من التعليمات و الأوامر تجاه بعض الأطفال يغذي ردّة فعلهم العنيفة و يضعهم أمام وضعيّة تحدّي يكون الطّفل الغالب فيها و تضع الراشدين في حالة إحراج.
كذلك إحراج الطّفل أمام الآخرين يدفعه إلى رفض كل ما يؤمر به حتّى لا يشعر بالهزيمة و الاذلال.
ثانيا : توصيّات عامّة تقلّل من حالة العناد عند الطّفل
1 ـ لا تخاطبه بصيغة الأمر و حاول استبدال الطّلبات و الأوامر بأسئلة و عبارات لطف. مثال كقولك :
ـ هل يمكنك الجلوس هادئا مثلي ؟
2 ـ أبرز قيمة الفعل الّذي تطلبه من طفلك و فوائده حتى يصبح ذلك العمل ذا قيمة لديه و لا يشعر بأنه يتعارض مع مصالحه.
كأن تقول له :
ـ ما رأيك لو تستيقظ باكرا حتّى تشعر بالنشاط و القوّة صباحا.
3 ـ لا تحرجه أمام الآخرين.
4 ـ استعمال العبارات اللّطيفة عند طلب شيء لأنك ذلك سوف يشعره باحترامك له و بالتالي سوف يبادلك نفس الاحترام.
5 ـ أطلب من بعض الأشخاص (أصدقاؤه ـ عائلته ـ أقرانه ...) القيام بنفس الفعل الّذي سوف تطلبه منه حتى لا يشعر بأنّه المستهدف الوحيد و يشعر بالأمان. مثال :
ـ إذا طلبت من طفل الكفّ عن اللّعب و رفض, أتركه و شأنه و لا تصرّ على ما طلبته منه ثّم أطلب من أطراف آخرين (أخوه مثلا بعد اتفاق) نفس الأمر فإنّ استجابة الأخ سوف تشعره بالرّغبة في تقليد الأخ و ترك اللّعب.
ـ يجدر الإشارة إلى أنّ تحدّي الأطفال المعاندين سيؤدّي بك إلى ممارسة العنف اللّفظي و المادي على الطّفل و هذا سوف يضرّ به و بسلوكه لذلك وجب توخّي الصّبر ثمّ الصّبر ثمّ الصّبر.
تعليقات
إرسال تعليق