مهم جدّا ... تعرّف صعوبات التعلّم النمائية ( الانتباه ـ الإدراك ـ الذاكرة ...)





صعوبات التعلّم النمائيّة هي تلك الصعوبات الّتي تتناول العمليّات ماقبل الأكاديميّة و التي تتمثّل في العمليّات المعرفيّة المتعلّقة بالانتباه و الإدراك و الذّاكرة و الّتي تشكّل أهمّ الأسس الّتي يقوم عليها النّشاط العقلي المعرفي للفرد.



1 ـ صعوبات الانتباه :

يرى تورغيسن 1982 أنّ قصور أو اظطرابات الانتباه تؤدّي إلى اظطرابات في تجهيز و معالجة المعلومات سواء في الفشل في اختيار و تطبيق الاستراتيجيات الفعّالة, و ضبط أو تطويع هذه العمليّات في التّجهيز و المعالجة, أو الافتقار إلى تنظيم الأنشطة أو الخطط المعرفيّة و الأنظمة الإنتاجيّة و توظيفها في التّجهيز أو المعالجة الملائمة لمهمة معيّنة و على هذا فالانتباه من العمليّات المعرفيّة الأساسيّة الّتي تقف خلف عمليّات التّجهيز المعرفي الأكاديمي للمعلومات.
يري تورغيسن و مورغان 1990 أنّ مشكلات الانتباه ترتبط بذوي صعوبات التعلّم حيث أنّ صعوبات أو قصور الانتباه كخصائص مميّزة لذوي صعوبات التعلّم النمائيّة تنعكس على كافّة العمليّات المعرفيّة و الأنشطة الأكاديميّة الأخرى و المستخدمة في التعلّم. ( قضايا معاصرة في صعوبات التعلّم ص 33 و 34 ـ د.فتحي الزيّات)
و صعوبات التعلّم هي قصور في واحد أو أكثر من مكوّنات الانتباه الّتي تشمل اليقظة العقليّة أو الانتقاء أو الجهد أو السّعة أو المدى أو الدّيمومة ممّا يؤدّي إلى صعوبات الإدراك و الذّاكرة و صعوبات القراءة بشقّيها (التعرّف على الكلمة و الفهم القرائي).

2 ـ  صعوبات الإدراك:

يمثّل الإدراك المرحلة الثّانية الّتي تعقب عمليّات تجهيز و معالجة المعلومات حيث يعكس الإدراك قدرة التّلميذ على تمييز المعلومات و دلالاتها و خصائصها الرّمزيّة و الشّكليّة و المعاني المتضمّنة فيها و بعد تخزين المعلومات في الذّاكرة طويلة المدى تصبح متاحة للاسترجاع و الاستخدام الفوري و مع اكتساب المتعلّم لهذه المهارات يصبح هذا المستوى من التجهيز و التخزين آليّا و من أجل ذلك يرى الدّكتور فتحي الزيّات "أنّ ذوي صعوبات القراءة يجدون صعوبة في الانتقال إلى مستوى الآليّة في تجهيز و معالجة المعلومات بسبب تركيز انتباههم على تمييز الكلمة و اكتشاف حروفها أو التّجهيز الفونولوجي لها أي عند المستوى السّطحي أو الهامشي من مستويات التّجهيز و المعالجة و من ثمّ تقلّ طاقاتهم المتبقّية لاستثارة العمليّات المعرفيّة ذات المستوى الأعلى مثل الفهم القرائي و تمييز المعاني و العلاقات القائمة بينها و دلالاتها".( قضايا معاصرة في صعوبات التعلّم ص 36 ـ د.فتحي الزيّات)

الإدراك هو عمليّة التعرّف المعلومات و معانيها و دلالاتها و التّمييز بينها و تفسير و تحليل المثيرات.
و تصنّف صعوبات التعلّم الإدراكيّة إلى :
   ـ صعوبات ينعكس أثرها على الآداء العقلي المعرفي
   ـ صعوبات ينعكس أثرها على الآداء الحلركي
  
3 ـ صعوبات الذّاكرة:

ترجع صعوبات الاحتفاظ في الذّاكرة إلى صعوبات الانتباه و الافتقار للاستراتيجيات المعرفيّة على غرار:
   ـ الاحتفاظ بالمعلومات و تنميتها
   ـ التوليف بين المعلومات وفق صيغ إدراكيّة
   ـ الاشتقاق و التّوليد من المعلومات
   ـ توظيف المعلومات في سياقات أخرى و حلّ المشكلات
و تعرّف الذّاكرة على أنّها "نشاط عقليّ معرفيّ يعكس القدرة على التّرميز و تخزين و تجهيز أو معالجة المعلومات المستدخلة أو المشتقّة و استرجاعها" و صعوبات الذّاكرة لدى المتعلّم تعود بالأساس ضعف الترابط و التّمايز و التّنظيم لكمّ المعلومات بالإضافة إلى غياب الاستراتيجيات المعرفيّة و الّتي يعتبر المدرّس هو المسؤول الأوّل عنها.
و العلاقة بين صعوبات الذّاكرة و صعوبات تعلّم القراءة تبدو من خلال ما يحدث من انتقال للصّورة البصريّة إلى التّخزين السّمعي البصري اللّغوي في عمليّة القراءة حيث يتمّ مسح كلّ حرف أو كلمة بالرّجوع إلى ماهو مختزن في الذّاكرة طويلة المدى من مكافآت معرفيّة و ما بها من أسماء لفظيّة للحروف و الكلمات و الصور و الرّموز .
( قضايا معاصرة في صعوبات التعلّم ص 41 ـ د.فتحي الزيّات)

تعليقات