ماهو تعريف صعوبات التعلّم ؟






ـ مفهوم صعوبات التعلّم :

 نظرا لما لقيه موضوع صعوبات التعلّم من اهتمام عدّة مجالات الّتي تمّ ذكرها في المقدّمة فإنّ تحديد مفهوم صعوبات التعلّم اختلف من مجال إلى آخر لذلك نجد عدّة تعريفات لها على غرار  التعريفات التّربويّة و التّعريفات الطبّيّة و التّعريفات الفيسيولوجيّة النّيرولوجيّة ...



أ ـ التّعريفات التّربويّة :

ـ قدّمت باتمان تعريفا للأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التعلّم, متضمّنا فكرة محكّ التّباعد بين الإمكانيات العقليّة و التّحصيل الدّراسي و ينصّ هذا التّعريف على أنّ "الأطفال الّذين يعانون من صعوبات في التعلّم هم الّذين يظهرون تباعدا دالاّ تربويّا بين إمكانياتهم العقليّة و مستوى آدائهم الفعلي و يرتبط ذلك باضطرابات أساسيّة في عمليّات التعلّم و الّتي قد تكون أو لا تكون مصحوبة باضطراب وظيفي في الجهاز العصبي المركزي و الّتي لا ترجع إلى تأخّر عقلي عام, أو حرمان تربويّ أو ثقافي أو اضطرابات عرفانيّة حادّة أو الفقدان الحسّي".
و عرّف هاري و لامب الطّفل الّي يعاني من صعوبات التعلّم بأنّه "يوجد لديه صعوبة أو أكثر مقارنة مع زملائه من نفس السنّ و لا يوجد لديه القدرة على الاستفادة من الخبرات المتاحة له في المدرسة".
ويذكر كورسيني أنّ مفهوم صعوبات التعلّم هو "عدم قدرة الفرد على الاستفادة من البرنامج التّربوي العادي مع امتلاكه قدرات عقليّة عاديّة و لا يظهر عليه أيّ مظاهر الاختلال العصبي و لديه صعوبة في الاتّصال بالآخرين من النّاحية التّعبيريّة أو اللّغويّة و لم يستطع القراءة أو عمل الحساب في إطار المنهج الموضوع و قد يكون ذلك في أي عمر أو مستوى إقتصادي أو اجتماعي".
و يرى ليون أنّ صعوبات التعلّم "هو اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليّات النفسيّة المشتملة على الفهم أو استخدام اللّغة المقروءة أو المكتوبة و الّتي ربما تظهر نفسها في القدرة غير التّامّة للفرد لكي يستمع, يتحدّث, يقرأ, يكتب, يتحدّث, يتهجّى".

ب ـ التّعريفات الطبّيّة :

ـ يشير كليمنتس إلى أنّ مصطلح الخلل الوظيفي البسيط إلى هؤلاء الأطفال الّذين يقتربون من المتوسّط أو المتوسّطين أو أعلى من المتوسّط من الذّكاء و الّذين يعانون من صعوبات تعلّم ترتبط في بانحارافات في وظائف الجهاز العصبي المركزي. و قد تظهر هذه الانحرافات في شكل تركيبات مختلفة من القصور في الإدراك و في تكوين المفاهيم و في اللّغة و في الذّاكرة و في الوظائف الحركيّة.
ـ يعرّف أبراهام  صعوبات التعلّم على أنها "اختلال في وظائف الجهاز العصبي المركزي, و تعني مجموعة غير متجانسة من الحالات و الّتي ليس لها فئة واحدة أو سبب واحد, و تبدي هاته الفئة مجموعة متعدّدة أو مختلفة من الصّفات و يظهرون تفاوتا بين القدرة العقليّة و مستوى التّحصيل و الفشل في بعض المهام و ليس كلّ القدرات التّحصيليّة أو التّعليميّة و طرق تجهيزهم للمعلومات غير كافية".

ج ـ التّعريفات الفيسيوليجيّة و النيرولوجيّة :

يذكر هالاهان و كوفمان أنّ صموئيل كيرك يعدّ أوّل من حاول وضع تعريف لصعوبات التعلّم و ينصّ على أنّها مفهوم يشير إلى التأخّر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليّات الخاصّة بالكلام, اللّغة, القراءة, الكتابة, الحساب, أو أي مواد دراسيّة أخرى و ذلك نتيجة إلى إمكانيّة وجود خلل وظيفي مخّي أو اظطرابات إنفعاليّة سلوكيّة, و لا يرجع هذا التخلّف الأكاديمي إلى التخلّف العقلي أو الحرمان الحسّي أو إلى العوامل الثقافيّة و التّعليميّة .

تعليقات